الخير , الشر , الحب , الوفاء , التضحية , الإستغلالية , العنصرية , الطبقية .
فظاعة الحرب , و بساطة الإنسان , جهله , تسرعه , ضعفه , رغبته في السيطرة , في التمكن , في الأمر و النهي , في القتل ! و العفو !!
كل تلك المشاعر , كل تلك الحالات , التناقضات , التقلبات , الإختلافات , كانت عناصر تكوين واحدة من روائع المخرج العظيم ستانلي كوبريك " طرق المجد " .
الفيلم و قبل أن يكون لمتعة المشاهدة , و إثارة المشاهد . كان هدفه الأول إيصال أفكار كثيرة متعلقة بالحروب , و ما تؤول إليه , و عبودية الجنود , ديكتاتورية الرؤساء , الغدر و الوفاء , الإستغلال , بقاء الإنسان ذليلا لشهواته مهما زادت العصور أو نقصت .
تسليط الضوء على ما حدث و يحدث و سيحدث مهما اختلف المكان و الزمان , من ظلم و تعدي على الحقوق الفطرية لأي مخلوق !
ما عرض قد يكون عن حرب دارت بين فرنسا و ألمانيا , لكنه و بطرق مختلفة و متعددة , يتحدث من خلف الستار عن ما يحدث في العالم كله من أمور و مبادئ و أحكام و فظاعات ليست أقل مما يحدث في الحروب المدمرة العلنية , ويطلب منا فقط مجرد التمهل و التعمق و ربط الخيوط , لإيجاد ما نحن غافلين عنه "سهوا" أو نغفل عنه "عمدا" !!!
Stanley Kubrick
Kirk Douglas
Ralph Meeker
Adolphe Menjou
George Macready
- عرض لأول مرة في ألمانيا الغربية في 25 أكتوبر 1957
- مدة العرض ساعة و 27 دقيقة
- الميزانية 935000 $
فظاعة الحرب , و بساطة الإنسان , جهله , تسرعه , ضعفه , رغبته في السيطرة , في التمكن , في الأمر و النهي , في القتل ! و العفو !!
كل تلك المشاعر , كل تلك الحالات , التناقضات , التقلبات , الإختلافات , كانت عناصر تكوين واحدة من روائع المخرج العظيم ستانلي كوبريك " طرق المجد " .
الفيلم و قبل أن يكون لمتعة المشاهدة , و إثارة المشاهد . كان هدفه الأول إيصال أفكار كثيرة متعلقة بالحروب , و ما تؤول إليه , و عبودية الجنود , ديكتاتورية الرؤساء , الغدر و الوفاء , الإستغلال , بقاء الإنسان ذليلا لشهواته مهما زادت العصور أو نقصت .
تسليط الضوء على ما حدث و يحدث و سيحدث مهما اختلف المكان و الزمان , من ظلم و تعدي على الحقوق الفطرية لأي مخلوق !
ما عرض قد يكون عن حرب دارت بين فرنسا و ألمانيا , لكنه و بطرق مختلفة و متعددة , يتحدث من خلف الستار عن ما يحدث في العالم كله من أمور و مبادئ و أحكام و فظاعات ليست أقل مما يحدث في الحروب المدمرة العلنية , ويطلب منا فقط مجرد التمهل و التعمق و ربط الخيوط , لإيجاد ما نحن غافلين عنه "سهوا" أو نغفل عنه "عمدا" !!!
Stanley Kubrick
Kirk Douglas
Ralph Meeker
Adolphe Menjou
George Macready
- عرض لأول مرة في ألمانيا الغربية في 25 أكتوبر 1957
- مدة العرض ساعة و 27 دقيقة
- الميزانية 935000 $
PATHS OF GLORY
سأتلكم عن الفيلم باختصار , من دون ذكر التفاصيل الدقيقة لإتاحة الفرصة لمن لم يشاهد الفيلم ,
و سأقسمه إلى ثلاث أجزاء :
الرضوخ للشهوات :
في صباح أحد الأيام يأتي الجنرال جورج إلى الجنرال باول ليخبره بضرورة القيام بمهمة معينة , في البداية
يرفض الجنرال باول القبول , و يتحدث عن عن عدم مقدرة جنوده إتمام المهمة , لكن و بطرق ملتوية و إغراءات مزيفة مقابل القيام بالمهمة , يرضخ الجنرال باول لـ "شهواته" .
المهمة , و الرضوخ ليس للـ"الشهوات" و لكن للـ "المحتوم" :
يذهب الجنرال باول إلى الكولونيل داكس , لإبلاغه بتنفيذ المهمة عمليا , الكولونيل يرفض المهمة و بإصرار , مبررا عدم قدرة جنوده , و شبه إستحالة المهمة , الجنرال باول يصر على رأيه الأناني , و يهدد الكولونيل بأنه سيقوم بالمهمة بإبعاده و إحضار من ينوب عنه , و لكن الكولونيل يرفض الأمر بداعي حبه لجنوده و عدم تخليه عنهم و عن الذي حققوه مع بعض , و يرضخ للـ"المحتوم" .
كبرياء الجنرال المنكسر :
أثناء تنفيذ المهمة , تدخل الجنرال باول بأوامر أنانية و عديمة المسؤولية , و تلقى رفضا صارما من جنوده , ليأمر و بتصرف متسرع طفولي بإجراء محاكمة عسكرية لعدد من جنوده ظلما و بهتانا , و يتبرع الكولونيل نفسه كمحامي للجنود ليثبت مرة أخرى مدى العلاقة التي تربطه بهم و رغبته في إظهار الحق , و ذلك عائد إلى خبرته السابقة في هذا مجال المحاماة ...
بعد توضيحي لأقسام الفيلم باختصار , سأضطر للتوقف هنا عن سرد بقية الأحداث .
الإخراج :
على الرغم من قصر مدة الفيلم الزمنية ساعة و 27 دقيقة إلا أن المخرج استطاع توصيل جميع أفكاره , بكل براعة و بأسلوب بعيد عن العمق الممل و البساطة السطحية .
مشهد البداية كان مناسب للفيلم لتوضيح المجريات و وضعنا عند نقطة الصفر . تسلسل الأحداث أعتقد أنه كان مميز جدا و في محله و يمتاز بالمتانة , فلم نشعر بسرعة في الفيلم على الرغم من قصره و لم نشعر ببطيء كذلك .
كوبريك لم يعتمد في هذا الفيلم على الحوارات القوية بقدر اعتماده على إدخال المُشاهد أجواء الفيلم الخاصة عن طريق المَشاهد البصرية القوية و المعبرة .
إعتماده في أكثر من مشهد على مهاراته الفريدة في اختيار المشاهد المناسبة و الموسيقى المتماشية معها , و التي أعتبرها أفضل ميزات كوبريك (مع أنه لم يكثر منها بقدر أفلامه الأخرى التي كان أغلبها بعد هذا الفيلم) و لكنه رغم ذلك قدم لنا أكثر من مشهد صادق و معبر , منها مشهد النهاية و الذي أراه أفضل مشاهد الفيلم و أخرى كثيرة .
هناك نقطة وحيدة سلبية واضحة في الفيلم , كانت في مشهد تقدم الجنود الفرنسيين إلى الجنود الألمان و كانت بقيادة الكولونيل داكس المشهد كان يعيبه أنه طوال تسليط الكاميرا على الكولونيل كانوا الجنود من حوله يسقطون بلا سبب , يعني كان هنالك أشخاص سقطوا من دون أن يوضح أنه أتتهم طلقات نارية أو قنابل!
الإخراج و بكل بساطة كان الأفضل .
........................................................
لدي ملاحظة وحيدة على الكادر التمثيلي , حيث لن أتحدث عن شخص بعينه لأنه لم يكن هناك إبداع منفرد , و لكن رأيي أن المجموعة كانت مكملة لبعض و إن كان هناك نقص من جانب كان يكمل من جانب آخر , من الجنرال جورج إلى باول إلى الكولونيل داكس و الجنود باريس و رفاقه .
.....................................................................
الموسيقى :
كانت مميزة جدا جدا من الموسيقار Gerald Fried, في كل فترات الفيلم و لم يكن هناك موسيقى إضافية على الإطلاق , بل كانت كلها في أماكنها
و أدت إضافتها على المشاهد بكل امتياز و إحساس , و الإبداع تلخص في المشهد الأخير .
المشهد الأخير :
كان الجنود في حانة يلهون , يشربون , يرفهون عن أنفسهم بطرقهم الخاصة , هربا من ضغوط الحرب , و الإشتياق للأهل , كانوا يرغبون في أن ينسوا أنفسهم في تلك الحانة إلى الأبد !! نعم , قاصدين ذلك , في تلك الحانة التي أصبحت لوهلة عالم وهمي حقيقي , فقد ذاقوا من ويلات الحرب ما يكفي .
و كان كل ذلك يخفونه تحت همجية التصرفات , و حماقة السلوك , و الصراخ , و الضرب على الطاولات ! و لكن لم يكن احد يتخيل أن هناك من يستطيع أن يخرج تلك الحقيقة الدفينة .
لكن كان هناك فتاة "ألمانية" اذن هي العدو , رأوها في البداية , و بدأوا في إطلاق الأحكام الجاهزة ,
إنها بالنسبة لهم ليست أكثر من غنيمة حرب "حقيرة" "تافهة" لا تعني شيئا سوى كونها "فتاة" !! و وسط كل تلك المشاعر , مشاعر الغضب , الكره , العنصرية , الظلم , الحزن انطلق صوت شجي , صوت ملائكي , صوت حمل في طياته الحزن , الخوف , الكره , التردد , الود , الحب , البراءة , الإنسانية ! كان محيطا من المشاعر الجياشة التي أطفأت غضبهم و أبعدت همهم , و غسلت تعبهم و أزاحت عنهم شخصياتهم المزيفة . "اخترق" الصوت بكل "لطف" قلوبهم , أرواحهم , عقولهم , أجسادهم بدأ يسري فيهم , تملكهم , بدأت الدموع تسقط , الأنفس تهدأ , آآه نعم كأنه من النعيم , إنه ليس صوت بشر , لكنه صوت بشر . بدأوا يرددون معها , الأعداء في جانب واحد , نسوا كل شيء , بل بالأحرى تذكروا كل شيء , أنهم "بشر" .
لقد كان مشهدا لا يمكن أن يكون أكثر واقعية و صدقا لكنه كان "مزيفا" .
لقد كان صوت . فقط صوت .
حول الفيلم :
- الفيلم مقتبس من رواية الكاتب Humphrey Cobb , في البداية الكتاب الذي أصدر في العام 1935 لم تكن تحمل اسما لكن الناشر قام بعمل مسابقة لاختيار اسم للكتاب فكان الاسم Paths of Glory .
- بسبب أن كوبريك تذكر قرائته للرواية و هو صغير قرر أن يتبنى الرواية على الشاشة , و قام هو و شركائه بشراء حقوق الرواية من أرملة الكاتب مقابل 10000 $ .
- التصوير تم في بافاريا – ألمانيا .
- الفتاة الألمانية التي غنت في نهاية الفيلم أصبحت بعد ذلك زوجة ستانلي كوبريك و عاشا معا حتى العام 1999 عند موت كوبريك , اسمها Chiristiane Harlan و اسم الأغنية كان The Faithful Hussar .
- كان عمر كوبريك وقتها 29 سنة فقط !!!